دائما في اطار نشر الأعمال البطولية التي قام بها أبناء الشعانبة في طول الصحراء وعرضها من اجل القضاء على الاستعمار الفرنسي وعملائه، ننشر اليوم موضوعا عن قيام أبناء الشعانبة بالاتفاق مع أبناء الطوارق بمهاجمة الفرقة العسكرية التي كان يقودها العقيد فلاترز.
من هو العقيد فلاترز؟
هو
بول فرانسوا كزافييه فلاترز، ولد في 16 سبتمبر 1832 في مدينة لافال الفرنسية، دخل
سنة 1845م لمدرسة سان سير العسكرية وتخرج منها كضابط عسكري سنة 1851م.
ما هي أهداف رحلة فلاترز؟
لقد كان
هدف حملة "فلاترز" هو القيام بعملية إستكشاف للبيئة الصحراوية والتضاريس
بالجنوب الكبير جنوب مدينة ورقلة من أجل انشاء خط للسكة الحديدية ينطلق من الجزائر
ويتجه إلى التشاد مرورا بالنيجر خدمة للاهداف الاستعمارية.
انطلق
في رحلته الاولى من مدينة ورقلة يوم 5 مارس 1880 رفقة 39 شخصا، متجها نحو النيجر،
ولكن قلة الزاد مع التهديدات الكبيرة التي واجهته من قبائل الطوارق اجبرته على
العودة يوم 17 ماي 1880 الى مدينة ورقلة.
عاود
الانطلاق في رحلته الثانية يوم 4 ديسمبر 1880 من مدينة ورقلة رفقة 93 شخصا من
بينهم رجال علم وباحثين "طبيب و 3 مهندسين" وعسكريين "من بينهم
ضابطين و ضابطي صف" مع طباخين اثنين، و47 محاربا جزائريا و31 جمّالا من أبناء
الشعانبة يقودون 149 جملا، بالإضافة الى مرشدين من أبناء الشعانبة والطوارق ومقدم
الزاوية التيجانية. حيث تم القضاء عليها يوم 16 فيفري 1882 ببئر الغرامة بمنطقة
الهقار.
تفاصيل
الكمين:
قام فلاترز بإصطحاب فرقة عسكرية لمرافقة أعضاء البعثة، بينما قام طوارق الهقار
بقيادة الشيخ يونس بن بسكة بالاتفاق مع دليل البعثة من أبناء الشعانبة وهو الصغير بن الشيخ -صهر طوارق
الآزجر لكون زوجته من الايفوغاس- من أجل ادخال قيادة البعثة الفرنسية في كمين محكم،
وهو ما كان في المكان المسمى "بئر الغرامة".
إذ
تعرضت هناك لكمين نصبه الطوارق مع الشعانبة المنقلبين عليهم، وتم تصفية ستة
وثلاثون شخصا في ذلك الهجوم على مرحلتين، من بينهم العقيد فلاترز والنقيب ماسون والطبيب جيار والمهندسين بيرينجي و
روش و سانتان وضباط الصف دينري و بوبيجين والطباخ بول و لوي برام. ولم
ينج من هذا المصير إلى عدد قليل منهم.
وقد
تحدثت المراجع الفرنسية عن خيانة الشعانبة للعقيد فلاترز وتحالفهم مع الطوارق لإبادة
تلك البعثة حيث نجد مثلا:
- - "كل الجهود ذهبت سدى، إبادة البعثة العابرة للصحراء التي تم خديعتها من الادلاء الشعانبة والقضاء عليها من الطوارق، ضربت بشكل موجع هيبة اسم فرنسا في كل الجزائر"
- - "لقد خلص فلاترز الى ضرورة ارسال مبعوث له الى الطوارق. وفي خطأ قاتل سنعلم حتما حقيقته ذات يوم، اختار الصغير بن الشيخ، أحد أبناء الشعانبة والمتزوج من طوارق الايفوغاس، والذي سيكون في اقل من عام أول من سيخونه، وسيسرق فرسه ويضربه ضربة قاتلة ..."
- - "سنلخص كل ما حدث، لقد حصل الشعانبة كلهم على حصة من الغنيمة، وهو ما يدل على انهم كانوا متواطئين مع الطوارق"