- الضابط والمؤرخ الفرنسي A.Cauneille الذي يقول:
"... إن للفظة الشعانبي مرادف آخر وهو جندي الصحراء، إنها القبيلة التي أخضعت ما بين إقليم فزان إلى المحيط الأطلسي وحتى حدود البلاد التي يقطنها الزنوج. لقد مُلئت كل أرجاء الصحراء بما فعلته أسلحتهم ... إن لهم الحق في الاحترام الكبير لشجاعتهم وروح التضحية عندهم. لقد جعلوا من مقاومتهم للتعب والجوع والعطش مصدر فخر واعتزاز ... حتى أعطوا أكثر مما تتحمله طاقاتهم. وهذه هي صفات الإنسان الصحراوي والتي لا يستطيع أحدٌ أن ينازعهم فيها".
- أما المؤرخ الدكتور J. Huguet فيقول -وهو يتحدث عن موضوع الصراع القبلي في ورقلة- :
"... في كل مكان تقريبا تتوزع خيام شعانبة بوروبة، والذين يشكلون رفقة شعانبة متليلي والمنيعة إحدى أقوى الكونفدراليات القبلية في الصحراء".
- إن هذا وغيره هو ما جعل الدكتور إيف رينييه يلخصه في جملة واحدة، فقال عن أبناء الشعانبة في معرض حديثه عن تنقلاتهم في الصحراء :
"إنهم رجال الصحراء"
لقد قام بعض الباحثين الدارسين للصحراء الجزائرية وتركيبتها البشرية بتقسيمها من حيث
النفوذ السياسي بها إلى قسمين اثنين، القسم الشمالي أو الصحراء الرملية وهي التي تقع
تحت سيطرة أبناء الشعانبة، أما القسم الجنوبي أو الصحراء الصخرية فهي التي تقع تحت
سيطرة أبناء الطوارق. ومن بين أولئك المؤرخين نجد الدكتور إيف رينييه YVES REGNIER الذي يقول في ذلك:
"... إن الحقيقة الإثنية والعرقية تفرض علينا قول الصحراء العربية والصحراء البربرية، ولكن قولنا الصحراء الشعانبية والصحراء الطارقية يترجم بطريقة أفضل الواقع السياسي بها. إن الشعانبة هم أسياد الصحراء الرملية كما أن الطوارق يهيمنون على الصحراء الصخرية".
"... وقد كانت المناطق الصحراوية الغربية في ذلك الوقت تنقسم إلى مجالين أساسيين للنفوذ، يفصل بينهما خط يمتد على وجه التقريب بين عين صالح غربا إلى غدامس شرقا. فأما البلاد الواقعة في شمال هذا الخط، بينه وبين الزيبان، فهي مجال نفوذ الشعانبة ومسرح نشاطهم التجاري، بينما كان الطوارق يسيطرون على النشاط التجاري في المناطق التي تمتد من جنوب هذا الخط حتى السودان...".