الرد على مغالطات الأستاذ محمد الأمين بلغيث بحق تاريخ أبناء الشعانبة (2)

 
الرد على مغالطات الأستاذ محمد الأمين بلغيث بحق تاريخ أبناء الشعانبة

استكمالا منا لما بدأنا فيه من ردودنا على ما جاء على لسان الأستاذ محمد الامين بلغيث في منتدى الجارية بالقرارة، سنرد في هذه المرة على ما جاء في حديثه عن الشيخ بيوض ووقوفه المزعوم ضد مؤامرة فصل الصحراء عن بقية التراب الجزائري.

وقبل أن أبدا في تفصيل هذا الرد، أود منكم ان تنتبهوا إلى ما ورد في الدقيقة 52.20 من هذه المحاضرة والتي تبين أساليب القوم في جر المثقفين والمؤرخين الى شراك ينصبوها لهم مسبقا من أجل أخذ أي كلمة أو شهادة يستطيعون بعد ذلك استغلالها أيما استغلال بعد ذلك. حيث يقول الأستاذ بلغيث حرفيا:

"كان يكلمني هذاك سي خالد (طبعا من القوم) ... قال لي ان الاعيان والشيوخ ومنهم سي بوبكر صالح يطلبون منك ان تكلمهم على مسألة فصل الصحراء"، فرد عليه بلغيث "أنا قلت 4 كلمات عن الشيخ بيوض" فرد عليه خالد "نحن نريد أن تقول تلك الأربع كلمات أنت شخصيا"

طبعا هذا من أجل تسجيل كلامه واتخاذه حجة من أستاذ في التاريخ تضاف إلى ما قاموا بتحضيره طيلة عقود من الزمن، قصد استغلاله لتغليط العامة.

ولنعد للموضوع:

  • في الدقيقة 36.40 يقول الأستاذ بلغيث بأن الشيخ بيوض كان من ضمن الموقعين على وثيقة "البيان الجزائري" في سنة 1942 رفقة فرحات عباس والشيخ الابراهيمي، ثم يردف قائلا "إن هذا الشيخ الفاضل سياسي من الدرجة الأولى"

عجيب هذا الخلط !!! والله إن الإنسان ليبقى عاجزا أمام هذه التخريفات والترهات التي يسمعها من أستاذ مرموق في التاريخ "ومن أهل الاختصاص كما يقولون"، وهو تحريف فاحش فاق أمثاله، فمتى كان الشيخ بيوض من الموقعين على البيان الجزائري؟ وهل كان البيان الجزائري في 1942 أم في فيفري 1943؟

ربما اختلط الامر على الأستاذ بلغيث بين المناضل أحمد بيوض أحد قادة حزب البيان الجزائري والشيخ بيوض، وهو ما وقع فيه كذلك الاباضي يوسف بن بكير الحاج سعيد الذي قام في تعريفه للشيخ بيوض بذكر أنه كان ضمن اللجنة التي شكلها مزغنة في القاهرة للدفاع عن الثورة، والتي جاء الإعلان عنها يوم 11 جانفي 1955، ثم توسعت لتضم الشيخ بيوض ممثلا للاتحاد الديمقراطي لفرحات عباس". انظر الوثيقة:

مقتطف من كتاب تاريخ ميزاب ليوسف بن بكير حاج سعيد


فبالله عليكم ما هذا التخريف وما هذا التحريف الذي وصل حدا لا يمكن تصوره. فإن كان ذلك معقول من القوم من أجل تبييض تاريخ شيخهم، فهو غير مقبول بالمرة من الأستاذ بلغيث وهو رجل من "أهل الاختصاص كما يقولون". والتعذر باختلاط الأمر عليه عذر أقبح من ذنب.

  • في الدقيقة 40.38 يقول "ان مظاهرات 8 ماي 1945 انطبعت في اذهان الجزائريين ومنهم الشيخ بيوض، وبعد انتصاره على دعاة التفرقة والتهميش سنوات 1921 و 1922 وبعد انشائه لمعهد الحياة كان بيوض ينظر الى كل الجزائريين وليس الا الميزابيين فقط من تبسة الى تلمسان ومن الجزائر الى تمنراست .." .
وهذا كلام عجيب يدل على عدم إلمام الرجل بالمطلق عمّا يتحدث عنه، وكيف لا يكون ذلك وكل مذكرات ومراسلات الشيخ بيوض في سنوات ما قبل الثورة التحريرية، تحمل عنوانا واحدا وأوحدا ألا وهو "الشعب أو الأمة الميزابية". 
انظر الوثيقتين المرفقتين وهما نداء الى الشعب الميزابي وضمنها مطالبه التي أرسلها الى الحاكم العام للجزائر ايف شاتينيو يوم 24 أفريل 1946 بمناسبة مرور 93 سنة على توقيع اتفاقية الحماية يوم 29 أفريل 1853.

وكذا المذكرة التي أرسلها بيوض يوم 3 جانفي 1944 باسم الامة الميزابية الى لجنة التحرير الفرنسية التي أسسها ديغول ابان الحرب العالمية الثانية. 
فأين هي تلك المطالب الوطنية التي تهم كل الجزائريين يا أستاذ بلغيث؟؟ وهل هذا الخطاب والمدح الوارد فيهما للحكام الاستعماريين يتناسق مع ما جاء في "البيان الجزائري" لسنة 1943؟؟؟؟

  • في الدقيقة 41.50 يقول الأستاذ بلغيث بأن الشيخ بيوض كان عارفا بقضايا العصر وكان يتحدث عن ما قبل التاريخ عن العصر الحديدي والعصر الحجري!!!
ولا أعلم صراحة من أين يأتي لنا الأستاذ بلغيث بهذا الكلام الخيالي، ومتى كان الشيخ بيوض عالما بهذه العلوم. أتوقف هنا ولا أزيد فوق قولي "عجيب هذا المدح الذي لم يجرؤ حتى أهله على أن يصفوا به شيخهم. وهو ما يدل على أن الرجل يتحدث عن موضوع لا يفقه منه شيئا".
  • في الدقيقة 53.40 يقول أن من يرفض ما جاء في كتب القوم من أمثال محمد ناصر وسليمان أبو العلا عن الشيخ بيوض وجهاده إلا مكابر!!!! .

وهل ما يكتبه القوم عن شيخهم وصل درجة القدسية حتى يكون مصير من يرفضه هو الجحود والكبر. وهذا حديث غريب من استاذ مرموق من المفترض أن يعطي للنقد وتعدد الآراء فسحة ومجالا!!! وهو ما يدل على حجم الانغماس والتماهي الذي وصل إليه مع القوم وتاريخهم.

يبدوا ان حجم الرد والتعقيب يستدعي جزءا آخر ... يتبع

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال