ومضات من مقاومة أبناء الشعانبة (6)

 دائما في اطار نشر الأعمال البطولية التي قام بها أبناء الشعانبة في طول الصحراء وعرضها من أجل القضاء على الاستعمار الفرنسي وعملائه، ننشر اليوم موضوعا عن قيام أبناء الشعانبة بغزوتين على قوافل للعدو الفرنسي بالقرب من حاسي اينيفل جنوب المنيعة تم نشرهما في جريدة "الجريدة الجزائرية" في سنة 1894.


1 – الغزوة الأولى:

قام أبناء الشعانبة المتمردون على المستعمر الفرنسي بالغزوة الأولى بالقرب من حاسي الحُمر، والذي بني بجواره برجا عسكريا فرنسيا اطلق عليه اسم "برج ماك ماهون".

وكان ذلك الهجوم يوم 7 سبتمبر 1894 على الساعة الرابعة مساء حين كان قطيع مكون من 500 خروف "وفي رواية 300" و90 بقرة "وفي رواية 60" يشق طريقه تحت حراسة 03 قناصين، من أجل تموين برج "ماك ماهون" العسكري، فأغار عليه أبناء الشعانبة وسلبوه بالكامل أمام أعين القناصين الذين لاذوا بالفرار للاختباء بالبرج

ثم يتساءل التقرير الفرنسي: 

هل تم اعلام الملازم الأول الذي كان يحكم البرج بعد فوات الأوان؟ إذ أنه لم يتخذ أي اجراء لملاحقة المتمردين الشعانبة الذين استطاعوا الابتعاد حاملين معهم غنيمتهم.

 



2 - الغزوة الثانية:

انطلقت مفرزة فرنسية من مدينة الاغواط مكونة من 150 رجلا محملة بالذخيرة والمؤن على ظهور الجمال والبغال بالإضافة الى صندوق المال الذي به 4000 فرنك فرنسي كرواتب للرجال. وكل ذلك تحت قيادة الملازم الشاب "دولا سيلفاس" المتخرج حديثا من مدرسة سانسير العسكرية، متجهة الى برج ماك ماهون "حاسي الحمر جنوب المنيعة".

وبعد 20 يوما من المسير وصلت القافلة العسكرية إلى المحطة التي تسبق برج ماك ماهون، فقامت بالاستراحة في آخر محطة لها قبل وصولها، وكان ذلك يوم 8 سبتمبر 1894 على الساعة 10 ليلا. 

قام الملازم ومفرزته بعد ذلك بالبدء في التقدم البطيء متجها نحو البرج العسكري، ولكن أبناء الشعانبة الذين كانوا يراقبونهم مراقبة حثيثة اختبؤوا داخل فجوات الحفر الارتوازي إلى أن مر الضابط ورجاله، فقاموا بمهاجمة القافلة البطيئة وقتلوا حراسها الخمسة "فرنسيان و 3 مجندين من الأهالي" وغنموا كل ما فيها بما في ذلك صندوق الأموال.

ثم يختم التقرير حديثه بالتالي:

هذا ما حدث فعلا ولا شيء أكثر من ذلك، حيث أسرعت السلطة العسكرية للقيام بما يجب عليها فعله في مثل هذه الظروف، وأمرت ضباط الحاميات بالجنوب الأقصى بمضاعفة اليقظة من اجل منع أي خطر. 

 

 

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال