ومضات من مقاومة أبناء الشعانبة (5)

دائما في اطار نشر الأعمال البطولية التي قام بها أبناء الشعانبة في طول الصحراء وعرضها من أجل القضاء على الاستعمار الفرنسي وعملائه، ننشر اليوم موضوعا عن قيام أبناء الشعانبة بالتواطئ مع مجموعة من الطوارق بتصفية ثلاثة جواسيس يعملون لصالح الحاكم العام الفرنسي للجزائر تحت غطاء نشرهم للدين المسيحي، وهم الآباء البيض: ريشار و مورات و بوبلار..

صورة للآباء البيض المغتالين بغدامس سنة 1881

لقد كان هدف الأب ريشار بعد نجاحه في مهمته الى بلاد طوارق ايمنغاساتن وايفوغاس سنة 1879، واستقبالهم الطيب له، هو بناء مركز تبشيري بمدينة غات نفسها، ليكون موطئ قدم للاستعمار الفرنسي للتوغل في أعماق افريقيا عبر التجسس على أحوال سكانها.


وبعدما تحصل الأب ريشار وهو بغدامس على مبلغ مالي مع الإذن من الحاكم العام للجزائر يوم 6 اوت 1881 لإنجاز المهمة مع رفيقيه، قام ريشار بالاتصال بأحد أبناء الشعانبة ممن كانت له معه سابق علاقة بورقلة وهو السايح بن بوسعيد، من أجل طلب جمع البعض من أبناء عمومته ومرافقتهم لهم نحو غات.

قام السايح بن بوسعيد باشتراط مرافقة أحد أبناء طوارق ايمنغاساتن له، وهو المدعو محمد دادة، لثقته به وصداقته المتينة معه، وذلك من أجل تأمين الطريق مع قبائل الطوارق، فوافق ريشار على ذلك الطلب. فاتصل به وحدد معه موعدا للانطلاق، ولكن محمد دادة لم يحضر في الموعد المحدد. وبعد تحري السايح حول الموضوع، اكتشف بأن دادة قد سافر نحو فزان.

ولكن الاب ريشار المستعجل لتنفيذ مهمته قرر الاعتماد على مجموعة اخرى من طوارق ايمنغاساتن وهم:

  1. الخاجم: وهو من الايمنغاساتن، يملك منزلا بغدامس أين يقطن عادة.
  2. محمد بتيخة: ابن الخاجم.
  3. عيسى ولد دق الشيخ: صهر الخاجم
  4. جادور وهو خادم الخاجم.

لقد طلب السايح من ريشار اشهادا بإعفاء مسؤوليته من أي مكروه قد يصيبه خلال تلك الرحلة، لأنه لا يأمن هجومات الطوارق عليهم. وهو ما قام به ريشار.

فانطلقت المجموعة من مدينة غدامس يوم 21 ديسمبر 1881 على الساعة الواحدة بعد الزوال، والمكونة من: 

  1. الآباء ريشار ومرافقيه مورات وبوبلار
  2. أبناء الشعانبة: السايح بن بوسعيد وشقيقه حمة وعبد الله بن دقيش.
  3. أربعة طوارق المذكورين آنفا.

مرفوقين بعشرة جمال محملة بالمؤونة قام الخاجم باستئجارها من غدامس. بينما كان ريشار يركب فرسا، فقد كان مرافقيه يمتطيان الجمال مع بعض المتاع.

لم يطل الأمر كثيرا حتى قام طوارق ايمنغاساتن المرفقين لهم بعملية تصـفيتهم بتواطئ من أبناء الشعانبة المرافقين لهم وهم: السايح بن بوسعيد وشقيقه حمة وصديقهما عبد الله بن دقيش، حيث سيكون السايح من المشاركين بعد ذلك في عملية قتل دورنو دوبري ومرافقه جوبير سنة 1874 ضمن حركة المقاومة السنوسية آنذاك.


 وهذه صور لهؤلاء الآباء البيض "الجواسيس" ريشار ومورات وبوبلار:



إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال