في إطار نشرنا للأعمال البطولية التي قام بها أبناء الشعانبة في طول الصحراء وعرضها
من أجل القضاء على الاستعمار الفرنسي وعملائه، ننشر اليوم موضوعا عن قيام أبناء
الشعانبة بتصفية أحد الضباط الفرنسيين السابقين، والجاسوس الذي كان يحاول القيام بفتح أحد الخطوط التجارية ما بين جنوب ليبيا وتونس خدمة لأهدافه الاستعمارية، وهو
الماركيز دي موريس.
الماركيز دي موريس |
من هو الماركيز دو موريس:
- هو أنطوان مانكا دي فالومبروسا ، ماركيز
دي موريس ، ولد في باريس في 15 يونيو 1858. جده لأمه الجنرال دوق السيارات الذي
شارك في رحلة الجزائر عام 1830.
- دخل مدرسة سانسير العسكرية في أكتوبر 1876
وتخرج منها وكلف بعدة مهام قد ان يستقيل من الجيش في سنة 1882 وبقي في الاحتياط
كملازم.
- تزوج الآنسة دي هوفمان ، ابنة مصرفي نيويورك، حيث قام بدعم من والد زوجته بتأسيس مجمعا صناعيا بداكوتا بأمريكا به حوالي ستمائة عامل ، اطلق عليه تسمية "ميدورا" من الاسم الأول لزوجته. قبل ان يفشل ذلك المشروع.
- عاد إلى فرنس قبل ان يسافر نحو الهند في
سنة 1887 ثم إلى تونكين التي احتلتها فرنسا. وضع خطة لربط مقاطعة يونان الصينية بالبحر
بواسطة سكة حديدية، فبدأ به قبل ان تلغيه فرنسا.
- عاد الى فرنسا ودخل غمار العمل السياسي وأطلق
شعار معاداة السامية والماسونية، وأعلن فيها تضامنه مع الشعب ضد الرأسمالية
الكبيرة ودافع عن العامل الفرنسي ضد العمالة الأجنبية.. حيث تسببت له هذه الأنشطة في
العديد من النكسات.
- غادر نحو افريقيا لمحاربة النفوذ البريطاني. فقام ما بين عامي 1893 و 1895 برحلتين طويلتين إلى الجزائر والصحراء، أين أقام في وادي سوف وتواصل مع زعماء القبائل. وربط علاقات مع العقيد حاكم حصن بولينياك والذي كان المفاوض الرئيسي مع طوارق الازجر في عقد معاهدة 1862.
- قام في سنة 1894 بحملة سياسية كبيرة
بالجزائر يدعو فيها الى التحالف مع اسبانيا والمسلمين ضد النفوذ البريطاني الكبير بإفريقيا.
حيث دعا الى مد فرنسا نفوذها الى بلاد الساحل لقطع الطرق امام التوسع البريطاني.
حيث اعتبر طريق تونس ليبيا نحو افريقيا اقصر وايسر من طرق الجزائر.
تفاصيل رحلته الأخيرة:
قام الماركيز في مارس 1896 بالانطلاق رفقة زوجته من مرسيليا نحو تونس في طريقه نحو بلاد الساحل للدفاع عن مبادئ الاستقلالية وتحرير الإنسانية من سياسة التمويل الذي كان الإنجليز عرابوه في جميع أنحاء العالم، لكن القائد "ريبييه" مساعد المقيم الفرنسي بتونس "رينيه ميليت" رفض طلب الماركيز دي موريس بالاتجاه نحو الجنوب التونسي "لأنه كان يملك مشروع رحلة استكشافية بمفرده". وأجبر دي موريس على المرور عبر الجزائر مع قيامه باعتقال مرشده الحاج علي.
أبحر موريس
إلى مدينة قابس. وهناك حصل على مساعدة من الشيخ محمد بن عثمان الحشايشي،
الباحث التونسي الذي يجيد الفرنسية، والذي ساعده بتجنيد بعض التونسيين لمرفقته في
مهمته. وهم عشرين من الجمالين مع أربعين من الجمال، واتجه معهم رأسا نحو قبلي ومنها نحو الوطية بليبيا على الحدود مع تونس حاليا، وهو
محمل بمبالغ طائلة.
قام الماركيز في الوطية بضم مجموعة من أبناء شعانبة ورقلة المتمردين على فرنسا بقيادة الخير بن عبد القادر مع بعض الطوارق، وقام بتسريح الجمالين التونسيين لعدم معرفتهم بمسالك الصحراء الليبية.
وهناك قام أبناء الشعانبة بتحريض الطوارق على ضرورة تصفية الماركيز، لأنه مجرد عين من أعين الجيش الفرنسي، وبأنه ما إن يدخل منطقة ويكتشفها، إلا وتلحق به فرق الجيش لاحتلال ذلك المكان.
قامت المجموعة بنصب كمين للماركيز ومرافقيه فجر يوم 6 يونيو 1896 بناحية "الوطية" بليبيا قرب الحدود مع تونس، واستمرت مقاومة الماركيز لهم من الساعة 9 صباحًا حتى الظهر، بعدما تمت محاصرته، قبل أن يتلقى طعنة بالسيف من الخير بن عبد القادر وسقط أرضا. كما قام الشعانبي الآخر حمة بن يوسف بقتل المترجم والمصور التونسي عبد الحق الورتاني المرافق للماركيز . وذلك بمساعدة من رجال من الطوارق.
محمد الطيب بن إبراهيم |
وهذه صورة
لعملية اعتقال ثلاثة من أبناء الشعانبة: الخير بن عبد القادر وحمة بن يوسف وحمة بن الشيخ وهم
قتلة الضابط ماركيز دي موريس ونقلهم نحو مدينة تطاوين جنوب تونس.