دائما في اطار نشر الأعمال البطولية التي قام بها أبناء الشعانبة في طول الصحراء وعرضها من أجل القضاء على الاستعمار الفرنسي وعملائه، ننشر اليوم موضوعا عن قتل أبناء الشعانبة لأحد الضباط الفرنسيين و 3 من مرافقيه، وهو الملازم أوغست كولو الذي تخرج من مدرسة سانسير العسكرية، وجاء لخدمة المخططات الاستعمارية بالجنوب الجزائري.
صورة لنصب تذكاري استعماري أقيم لإحياء ذكرى اغتيال الضابط كولو |
لقد كانت المهمة التي كلف بها الملازم كولو هي اعداد مخططات طوبوغرافية خدمة لأحلام الاستعمار الفرنسي بالجنوب الجزائري، والذي كان يهدف الى انجاز خط لسكة الحديد عابرة للصحراء، تكون بمثابة شريان اقتصادي له لاقتحام أسواق افريقيا السوداء ونهب ثرواتها.
وأثناء قيام الضابط كولو مع مرافقيه بإنجاز مهمته الاستعمارية ما بين مدينة المنيعة وحاسي اينيفل، وبالتحديد بالمكان المسمى حاسي الشبابة "شمال حصن ميريبال"، قام ثلاثة مجاهدين من أبناء الشعانبة، ممن اطلقت عليهم القوات الفرنسية آنذاك وصف Chaambas dissidents أي الشعانبة المنشقون*، بعملية الهجوم عليهم.
لقد قام هؤلاء الشعانبة
الثلاثة: محمد بن حكوم من عرش أولاد زيد من المنيعة، والنوي بن أمحمد بن النوي وسويسي بن حموادي وكلاهما من عرش أولاد
حنيش بمتليلي، والقادمون من نواحي تيميمون، بقتل الضابط الفرنسي أوغست كولو مع
مرافقيه الثلاثة، يوم 31 أكتوبر 1896 وغنموا منهم أربعة بنادق مع ذخائرها بحاسي الشبابة جنوب
المنيعة، قبل أن ينسحبوا منها نحو مدينة تيميمون سالمين.
وهذه صورة تخيلية من أحد
الفنانين الفرنسيين لعملية قتل الملازم كولو مع مرافقيه من طرف أبناء الشعانبة بحاسي
الشبابة.
* الشعانبة المنشقون: وصف الذي اطلقه الفرنسيون على كل الذين انضموا لثورة الشيخ بوعمامة التي انطلقت يوم 27 ابريل 1881م بالمكان المسمى الصفيصيفة جنوب عين الصفراء، ثم تمردوا على قراره بوقف الاعمال العسكرية ضد المستعمر الفرنسي بعد استقراراه بإقليم توات سنة 1883م.