هذا الجزء الرابع من ردي على ما جاء على لسان الاستاذ محمد الأمين بلغيث في محاضرته في منتدى الجابرية بالقرارة، أقول:
- في الساعة 1.04.20 يتحدث الاستاذ بلغيث عن شهادة السيد محمد جغابة في كتابه عن جهاد كل بني ميزاب وليس عن الشيخ بيوض فقط!!! ومع عدم دخولي في ذكر تفاصيل ما قاله السيد محمد جغابة، والتي لنا عليها الكثير من الملاحظات للمجاملة التي وردت فيها للقوم، إلا أنني اكتفي بما قاله محمد جغابة بنفسه في مذكراته، ومن ذلك تأكيده بأن القوم بقيادة الشيخ بيوض كانوا يتهربون من المشاركة في العمل العسكري ويرفضون ذلك مطلقا، وذكره لبعض أصحاب المواقف غير المشرفة من رفقاء الشيخ بيوض ومن بينهم علي ناصري رئيس بلدية غارداية، وكذا تأكيده ان القيادة السياسية للجهاد بالمنطقة كانت عند ابناء الشعانبة بمتليلي وليست عند غيرهم ... وغيرها كثير من الملاحظات.
- اما في الساعة 1.05.00 فيتحدث الأستاذ بلغيث عن شهادة السيد سعيد عبادو حول دور الشيخ بيوض في توفير المأوى للمجاهدين بالقرارة، وهي شهادة تحتاج الى كثير من التحليل يا سي بلغيث، وهو ما قد فصلته في كتابي "أبناء الشعانبة رجال الصحراء وصناع تاريخها" في جزئيه، ثم لماذا تم حل كل المجالس البلدية للثورة عند القوم وبقيت على هذه الحال حتى قدم الضابط أحمد طالب الى الناحية في بداية سنة 1961 وقام بإعادة هيكلتها بالقوة، وهل قرأت شهادات المجاهدين من القوم الذين تحدثوا عن الضغوط التي كانوا يتعرضون لها من الشيخ بيوض واتباعه من أمثال القائد بودي للانسحاب من المجالس البلدية للثورة، وهل سمعت باجتماع الغابة سنة 1958 بعد انقلاب 13 ماي 1958 والذي قرر فيه القوم التوقف عن العمل الجماعي مع الثورة وحل كل المجالس البلدية للثورة ... وغيرها كثير من الحقائق الغائبة عنك. وهو ما يؤكد أنك غير ملم بالحقائق الجهادية بالمنطقة، وبالتالي فأنت غير مؤهل بالمرة للحديث عنها.
- ومما قاله الاستاذ بلغيث عن دور بيوض المزعوم، بأنه كان يكلف كل شخص من القوم بدور معين، ويقول لهذا أنت احرس وأنت قم بهذا و.... فلمَ لم يقل لهم اذا تجندوا في صفوف الثورة؟؟؟ والتاريخ يشهد بأنه لم يتجند أي فرد من تلاميذ الشيخ بيوض في صفوف الثورة التحريرية بجبال بوكحيل بالولاية السادسة ولا جبال الاطلس بالولاية الخامسة.
- في الساعة 1.06.39 يتحدث الاستاذ بلغيث عن أمر عجيب جدا جدا وهو أن الشيخ بيوض وسلطان الطوارق هما من قصما ظهر فرنسا في سياسة التقسيم!!! وهو كلام بعيد كل البعد عن الحقيقة التاريخية ويدخل في اطار السرد غير المدلل، وإلا فما الذي منع الشيخ بيوض من الأمر بالتجنيد المكثف لاتباعه في الثورة التحريرية. وبالعكس من ذلك فان أبناء الشعانبة الذين احتضنوا هذه الثورة منذ أول يوم وكانوا السباقين في التجند في صفوفها في كل الولايات: من الأولى إلى الثانية والرابعة والسادسة مرورا بالخامسة، بل كلفوا حتى بفتح جبهات جهادية بمناطق الطوارق منذ سنة 1957 وكانوا عصب العمل الثوري حتى بتمنراست، فكان 5 من بين 7 أعضاء بالمجلس البلدي للثورة بتمنراست من ابناء الشعانبة بمتليلي، بل كان ابن الشعانبة محمد سبقاق نائبا لقائد الطوارق بايليزي لعمله الجهادي المشهود. فجيش التحرير الوطني بالصحراء الذي كان ابناء الشعانبة يمثلون عصبه الاساسي هو من وقف ضد سياسة الفصل يا أستاذ بلغيث وليس بيوض. وبعد حديث متفرق يتحدث لنا الأستاذ بلغيث عن اعيان اخرين كانوا رفقة حمزة بوبكر من ايليزي و وادي سوف مع فصل الصحراء وليس من ضمنهم بيوض طبعا، وهو حديث انتقائي تكذبه كل الوثائق والمذكرات الاستعمارية .لذا أنصحك بمطالعة مذكرات الحاكم الإداري المدني لغارداية شارل كلانكناش الذي يتحدث بإسهاب عن دور بيوض والأخوين عمر ومحمد بودي في مسألة فصل الصحراء.
- اما تكريرك في الساعة 1.11.10 بان مؤامرة فصل الصحراء أفشلتها زعامتان في الصحراء هما الشيخ بيوض وسلطان الطوارق فلا اجد أبلغ من الرد عليك في هذا، إلا أحد مسؤولي العمل الثوري بالجنوب الجزائري، وهو الرائد مولاي ابراهيم "عبد الوهاب" -رحمه الله- قائد المنطقة الثالثة "الصحراء" من الولاية الخامسة وهو يتحدث عن مساهمة بيوض في مؤامرة فصل الصحراء. انظر الفيديو.
أما عن الذراري الذين تحدث عنهم السيد بلغيث والذين كان بيوض لا يأبه بهم لأن علاقاته كانت بالزعامات والكبار من أصحاب الخودمي كما قال، فأرد عليه بأن هؤلاء الذراري قد أصدروا في سنة 1990 خلال المؤتمر الثامن للمنظمة الوطنية للمجاهدين بيان ادانة للشيخ وتاريخه ......وهي الشهادة التي شارك فيها حتى بعض الوطنيين من القوم. فهل تستطيع أنت أم هؤلاء الكبار والزعامات أن ترد عليه؟؟؟؟ انظر الوثيقة المرفقة
لهذا كله أقول بأن الأستاذ محمد الأمين بلغيث لم يوفق في ما ذهب اليه، وبانه دخل غمار معركة بلا سلاح. وهو مطالب -إن كان منصفا- بأن يقدم اعتذاره للكثير من المجاهدين والوطنيين الذين اهينوا من خلال هذا الشهادة ال......
التسميات
تزييف تاريخ ناحية غارداية