لذا كان قرار سي الحواس سريعا بإرسال بعثة تنظيمية إلى ناحية غارداية بقيادة عبد الرحمن روابح "بحبح" في ماي 1958 من أجل إعادة ضمها تحت مسمى القسمة 58 الناحية 2 المنطقة 3 الولاية السادسة.
حيث وصلت تلك البعثة التنظيمية في بداية جوان 1958 إلى ناحية غارداية والتي
تكونت أساسا من أبناء الناحية الذين إلتحقوا بقيادة المنطقة الثالثة للولاية
الأولى في أوت 1957 انطلاقا من شبكة متليلي الشعانبة إبان أزمة "مؤامرة احتواء الثورة" التي قادها الخائن مزيان صندل. حيث
تكونت من 9 مجاهدين من أبناء الشعانبة وهم:
- عبد الرحمن روابح "بحبح": قائد القسمة 58، ومسؤولها العسكري.
- زبير زبيري: مسؤول سياسي للقسمة 58.
- الشيخ بوجلال: مسؤول التموين للقسمة 58.
- محمد أولاد حيمودة: نائب المسؤول السياسي، مكلف بمدينة المنيعة.
- محمد بلمشرح "لقصيّر": مساعد المسؤول عن مدينة المنيعة.
- أحمد ملاخ: جندي مرافق لقائد القسمة.
- فضيل فهدي: جندي مرافق لقائد القسمة.
- عبد الرحمن بوسعيد: جندي مرافق لقائد القسمة.
- محمد شعيب "بوستة": جندي مرافق لقائد القسمة.
عندما وصلت تلك البعثة العسكرية إلى ناحية متليلي الشعانبة في بداية جوان 1958، وجدت:
- التنظيم الثوري يسير بها بحده الأدنى، رغم الظروف الصعبة التي كانت تمر بها، وذلك بفضل نشاط مناضليها ومجالسها المحلية للبلدة والبادية، والتي كانت تُسير العمل الإداري للثورة على المستوى الناحية ككل.
- بينما كانت تعاني في المقابل من حالة الركود التام في المجال العسكري بفعل الفراغ الذي خلفه انتقال أبنائها إلى الولايات المجاورة جراء الأزمة الناتجة عن مؤامرة احتواء الثورة.
عاد مع عبد الرحمان روابح "بحبح" مجموعة من أبناء شعانبة المنيعة من أجل فتح جبهة على حدود ليبيا، بالإضافة الى بوجمعة قرمة وحمادي بوعبدلي لتكوين نواة جيش التحرير بشبكة متليلي وذلك في نهاية جوان 1958.
وفور عودتهم بدؤوا في التحضير الجدي لإحياء جذوة العمل العسكري بالناحية من
جديد، حيث طلبوا من كل مجاهد عائد من الولاية الخامسة إلى ناحية متليلي أو المنيعة
سواءً بسبب عطلة أو بغيرها بأن لا يعود إلى الولاية الخامسة من جديد. لأن الناحية
قد أمست رسميا جزءا من الولاية السادسة وهي بحاجة ماسة لأبنائها.
وهكذا بدأ توافد أبناء الشعانبة من الولاية الخامسة إلى شبكة متليلي تباعا.
فعاد ابتداء من نهاية جوان 1958 كل من: بوجمعة قرمة – حمادي بوعبدلي - الطيب
بوخشبة – بوحفص بن حمدون – بوعمامة معروف – العربي بن ساحة – محمد شحم – بوحفص الزاوي
– الطيب الكوطي – محمد بن هجيرة – قدور مصباح – قدور بن ثامر – عبد القادر بن
شعاعة – هاشمي دارم – هاشمي لحرش – بوحفص قرمة ... وآخرون.
حيث أصبحت هذه المجموعة رفقة بعثة عبد الرحمن روابح "بحبح" تمثل
النواة الجديدة لجيش التحرير الوطني بالناحية وللمرة الثانية.
ومن أجل السهر على تلبية احتياجاتهم الأساسية قام المجلس البلدي برئاسة
محمد بن سعيد دهان في جوان 1958 بتكليف محمد بوهيشة بالعمل على توفير كل ما
يستحقونه. واستمر الجميع بعد ذلك في التحضير الجاد والعمل الدؤوب من أجل انطلاق
دورة العمل العسكري والفدائي بالناحية من جديد.
ولإتمام ما جاءت من أجله، قامت بعثة عبد الرحمن روابح "بحبح"
بإعادة تنصيب المجالس البلدية بالناحية وفق المقررات الجديدة للثورة التحريرية.
حيث كُلف زبير زبيري من طرف سي الحواس بالسهر على تنفيذ ذلك في كل من متليلي
وغارداية بينما تم تكليف محمد أولاد حيمودة بتنفيذ ذلك في المنيعة.
وفي بدايات اوت 1958 خرج من شبكة متليلي باتجاه بريان مرورا بضاية بن ضحوة
كل من: عبد الرحمان بحبح وفهدي فضيل وحمادي بوعبدلي ورابح عصمان والهاشمي لحرش من
أجل القيام بعملية تنظيم للمراكز الثورية ببريان وفق نظام الولاية السادسة
الجديدة، فقام عبد الرحمان روابح بتكليف رابح عصمان مع الهاشمي لحرش بالانتقال نحو
قيادة الولاية السادسة لاطلاعهم بما تم إنجازه، بينما بقي الباقون في ضيافة بوعمامة بن
رمضان نواصر بخيمته بناحية "الرواحي" ببالوح بشبكة بريان من أجل تنصيب المراكز الثورية، ولكن عيون
الاستعمار التي كانت تلاحقهم كشفت أمرهم وتمت محاصرتهم فنشب اشتباك غير متكافئ بين
الجانبين يوم 14 أوت 1958، أدى الى استشهاد كل من: مسؤول القسمة 58 عبد الرحمان
روابح "بحبح" ومساعده فضيل فهدي، بينما جرح بها وأسر المجاهد حمادي
بوعبدلي.
فرحم الله شهداءنا الأبرار، وجازى المجاهدين عنا خير الجزاء.
من هو قائد الاشتباك الشهيد عبد الرحمان روابح "بحبح"؟
صورة للشهيد عبد الرحمان روابح "بحبح" بشبكة متليلي الشعانبة في جوان 1957 |
صورة للشهيد فضيل فهدي بمدينة متليلي الشعانبة في سنة 1958 |
صورة للمجاهد حمادي بوعبدلي بشبكة متليلي الشعانبة في جوان 1957 |
صورة للمجاهد هاشمي لحرش بعد الاستقلال |