معركة الجرجير بتاريخ 20 جويلية 1961
1. مقدمات المعركة:
مع بدايات شهر جويلية 1961، انتقلت قيادة القسمة 60 برئاسة المساعد محمد أولاد حيمودة ورفقائه: بوحفص بن حمدون، صادق محجوب، الشيخ حمزة، أحمد حمزة، بوحفص بوحادة وعبد المجيد الزاوي إلى ناحية الجرجير من أجل عقد بعض اللقاءات التنظيمية هناك، حيث عقدت قيادة القسمة يوم 13 جويلية اجتماعا تفتيشيا مع أعضاء المجلس البلدي للبادية برئاسة إبراهيم دهان قبل أن يغادر أعضاء ذلك المجلس المكان لتنفيذ بعض أعمالهم الدورية. في حين وصل يوم 14 جويلية إلى الجرجير قادما من المنيعة العريف أول عسكري قويدر بن دوي "أرقيق" رفقة أبوبكر بن هجيرة.
مجاهدون من أبناء الشعانبة في احد المراكز الثورية بمدينة متليلي |
وفي صباح يوم الاثنين 17 جويلية تم إرسال دورية بريد إلى قيادة الناحية بها كلا من: محمد مرابط وعلي بلكحل. ومن الغد من ذلك أي يوم الثلاثاء 18 جويلية غادرت قيادة القسمة 60 مركز الجرجير باتجاه مركز الشويخات ثم إلى مدينة متليلي الشعانبة بعدما طلبت من العريف أول عسكري قويدر بن دوي تغيير مكان تمركزه مع رفاقه لأن المركز بات مكشوفا بعدما خرجت منه عدة دوريات.
2. اكتشاف مركز المجاهدين:
وفي يوم 19 جويلية ليلا، وبعدما دخلت قيادة القسمة 60 إلى مدينة متليلي، قام بالاتصال بها العياشي فرج الله أحد أعضاء المجلس البلدي الفرنسي لمتليلي، ليخبرهم بأنه قد تم عقد اجتماع عاجل في صباح ذلك اليوم بغارداية مع الحاكم العسكري، والذي أخبرهم بأنه قد تم إلقاء القبض على محمد مرابط وعلي بلكحل أثناء انتقالهما ما بين غارداية وبريان، وبأنهما قد نجحا في حرق الرسالة التي بين أيديهما، إلا أن أحدهما لم يستطع المقاومة تحت التعذيب الشديد وقام بإفشاء معلومات حول تواجد مجموعة من المجاهدين من القسمة 60 بوادي المنصورة، وبأن الجيش الفرنسي قد أعد العدة من أجل مهاجمة المكان.
3. محاولة لإنقاذ الموقف باءت بالفشل:
وفور علمهم بذلك الأمر، كلف محمد أولاد حيمودة
المناضل العيد بن النوي "الداب" بالانطلاق
فجر يوم الخميس 20 جويلية إلى الجرجير من أجل
تحذير المجاهدين المتمركزين هناك، إلا أنه وجد أن الأحداث قد تجاوزته، فتوقف عند البئر
القريبة من مكان المعركة، حيث قامت القوات الفرنسية بمحاصرة المكان من كل الجهات، وأبقت
دباباتها وشاحناتها بحاسي البطمة على بعد 10
كم من المركز، بينما أرسلت قوات كبيرة من المشاة لمحاصرة المركز.
وكانت قبل ذلك بليلة، أي في ليلة المعركة، قد حامت طائرة للعدو حول المركز، وهو نفس الوقت الذي عاد فيه إبراهيم دهان إلى الجرجير قبل أن يغادره لبعض الوقت ثم يعود في صباح يوم المعركة على الساعة 4 فجرا، بينما إلتحق بمكان المعركة في حوالي الساعة 6 صباحا كذلك كلا من العربي مرينيزة ولخضر شيتورة قادمين من مركز قيلال.
4. انطلاق المعركة:
وبعد ذلك بقليل "أي في صباح يوم 20 جويلية 1961" بدأت طائرات العدو بقصف الإبل، بعدما حاصر جنودها المشاة المركز وأعطوا الضوء الأخضر للطائرات بالقنبلة. فكمن المجاهدون في مكانهم ظنا منهم بأن الطائرات الفرنسية إنما تقصف الإبل لأنها في المنطقة المحرمة.
وبعدما تم القضاء على الإبل لمنع أي وسيلة لانسحاب المجاهدين، بدأت الطائرات بمهاجمة مكان تواجدهم، عندئذ انطلقت شرارة المعركة بين الجانبين، حيث قاد مجموعة المجاهدين بمركز الجرجير العريف أول عسكري للقسمة 60 قويدر بن دوي، ودامت تلك الاشتباكات غير المتكافئة عدة ساعات وانتهت مع منتصف النهار من ذلك اليوم.
5. نتائج المعركة:
لقد كانت معركة طاحنة شاركت فيها القوات الفرنسية
بالطائرات ومختلف فرق المشاة، وانتهت باستشهاد 15
مجاهدا وأسر 7 آخرين. بينما كانت خسائر العدو فيها
فادحة. حيث تم قتل الكثير من جنود فرق المشاة.
- شهداء المعركة:
- أسرى المعركة:
- الخلاصة: