تصحيحا للتاريخ الثوري لناحية غارداية من الدس والتحريف:
وقعت عيني قبل يومين من الآن على منشور لاحدى الصفحات الفيسبوكية غير الملمة على ما يبدو بالتاريخ الثوري لناحية غارداية، وهي تتحدث عن معركة شعبة النيشان التي وقعت أحداثها يوم 18 جوان 1960. ولكن ما لفت انتباهي في ذلك المنشور بعدما تطرق تطرق صاحبه لبعض أبطال تلك المعركة والمشاركين فيها، هو ادراجه لاسم السيد حني بكير كأحد المعتقلين المشتركين في تلك المعركة بصفته عضوا مدنيا وهو ما لم يحدث مطلقا. ولهذا وددت اعطاء بعض الاشارات التوضيحية للقراء الاعزاء من أجل وضع النقاط على الحروف:
1. ان اعتقال حني بكير مع مجموعة من رفاقه لم تكن بسبب اشتراكهم في معركة شعبة النيشان أو قيامهم بأي دور فيها، بل كانت نتيجة وقوع وثيقة ثورية بين ايدي العدو جراء تلك المعركة تؤكد قيام المجاهدين المشتركين في تلك المعركة بتنصيبهم قبيل يومين من ذلك، مجلسا مدنيا بحي بونورة مكونا من 4 أشخاص برئاسة حمو عيسى ومن بين اعضائه حني بكير بينما رفض شخصان آخران من بونورة للانضمام له، وهو ما اكده احد المعتقلين المصابين في تلك المعركة. "حسب وثيقة: تقرير قاضي التحقيق العسكري بالمحكمة الدائمة للقوات المسلحة لمنطقة شرق الصحراء بورقلة المؤرخ في 12 أكتوبر 1960"
2. ان سبب نشوب معركة شعبة النيشان هو قيام مجموعة مجاهدين من ابناء الشعانبة منضوون تحت القسمة 60 بنصب كمين للقوات الفرنسية في أعالي طريق بن يسجن، وما تلا ذلك من ملاحقة القوات الاستعمارية لهم. ولم يكن لذلك علاقة بأي حال من الاحوال مع ما جرى بقصر بونورة.
3. ان معتقلي معركة شعبة النيشان الحقيقيين "الطيب بوخشبة وعلي بوسماحة ومحمد عرابة" قد بقوا بالسجن إلى الاستقلال، بل وحكم على بعضهم بالاعدام. بينما لم يبق حني بكير ورفاقه في السجن الا قرابة 4 أشهر ونصف حيث اطلق سراحهم يوم 3 نوفمبر 1960 بعدما تدخل من أجلهم الشيخ بيوض "عضو المجلس العمالي للواحات آنذاك"، والباش آغا الموهوب والباش آغا البشير النائبين بالبرلمان الفرنسي ... "حسب شهادة حمو عيسى النوري أحد المعتقلين مع مجموعة بونورة". وهو ما يؤكد بأنه لا وجود لأي علاقة ما بين معتقلي قصر بونورة مع ما جرى بمعركة شعبة النيشان.
لذا نرجو ممن يتطرقون للتاريخ الثوري لناحية غارداية "وهو بالمناسبة تاريخ شائك ومتداخل" أن يعتمدو في ذلك على الوثيقة والدليل بعيدا عن التصريحات الشفوية غير المدعمة بأي سند يثبتها، والتي تعد في الكثير من الأحيان شهادات بعيدة كل البعد عن الموضوعية والحقيقة، وإن لم نقل مفعمة بالذاتية والنرجسية.
وهذا مقتطف من ذلك المنشور المزيف:
محاولة متأخرة لتحريف تاريخ معركة شعبة النيشان 18 جوان 1960 |
التسميات
تزييف تاريخ ناحية غارداية